نشرت مجلّة "ماتر" تقريرًا علميًّا، حوّل روبوتًا صغيرًا أُطلق مؤخرًا كجزء من دراسة، بإمكانه أن يذوب ويهرب من السجن، ويتحوّل من حالة صلبة إلى سائلة، والذي يعتقد مخترعوه، أنّه يمكن استخدام هذا الروبوت في الإعدادات السريرية والميكانيكية، من خلال الوصول إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها عادة.
وبيّنت الدراسة التي نفذتها جامعة صينية أنّ هذا الروبوت قُدّم كجزء من دراسة حول الجسيمات المعدنيّة الدقيقة والمعروفة باسم المادة الانتقاليّة في المرحلة المغناطيسيّة، والتي يمكن أن تتحول من شكل إلى آخر وتتحرّك بسرعة، ويمكن التحكم بها، وتستطيع حمل عدّة أضعاف وزن جسمها.
اقرأ المزيد: هل ستصبح أصابع الروبوتات قادرة على "الإحساس"؟
وذكرت إنّه يمكن لهذه المادة أن تتحرّك بسرعة وتغيّر شكلها من سائل إلى صلب والعكس، وتستطيع حمل أوزان في حالتها الصلبة، مشيرة إلى أن الروبوت تم بناؤه على طراز فيلم "تيرمنيتر"، وهو ستوحى من قدرة الحيوانات البحريّة على التغيّر بين الحالة السائلة والصلبة، بالإضافة إلى قدرة الروبوت على توصيل الكهرباء.
وأشارت الدراسة إلى أنّ الروبوتات التقليديّة صلبة وذات أجسام صلبة، والروبوتات الرخوة تواجه مشكلة معاكسة، وهي مرنة وضعيفة، بالإضافة إلى صعوبة التحكّم في حركاتها.
وفي سياق متصل، أفادت المجلة أنّ فريق البحث ابتكر مادة جديدة أطلق عليها اسم "مادة انتقالية للطور المغناطيسي الصلب والسائل" من خلال دمج جزيئات مغناطيسية في الغاليوم، وهو معدن ذو نقطة انصهار منخفضة جدًّا تبلغ 29.8 درجة مئويّة.
وقال البروفيسور في جامعة كارنيغي ميلون في كندا، كرمل مجيدي: إنّ "المادّة الجديدة تتحول أيضًا إلى مادة شديدة السيولة، ما يجعلها أكثر مرونة من المواد الأخرى المماثلة. وكان الفريق قد استخدم مجالًا مغناطيسيًّا لاختبار الروبوت، مما يجعله قادرًا على القفز فوق الخنادق، أو تسلّق الجدران، وحتّى الانقسام إلى قسمين والالتحام من جديد".
وأضاف: إنّ "الاختبارات على الروبوت لا تزال أولية، لذا، ستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسة للتعمق في كيفية استخدامه في الواقع"، ملفتًا إلى أنه قد يعمل الابتكار أيضًا كروبوتات لحام ذكية لتجميع الدوائر اللاسلكية وإصلاحها وكـ "برغي" ميكانيكي لتجميع الأجزاء في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. وفي الحالة الصلبة، يمكن لهذا الروبوت أن يحمل حمولة تصل إلى 30 ضعف وزنه، ولكي يتحول إلى حالة سائلة، فيجب وضعه بين مغناطيسات ذات مجال مغناطيسي ثابت.
ومن المهم ذكره أنه يمكن لهذا الروبوت اختراق العوائق وتسلق الجدران، وفي إحدى التجارب، استطاع العلماء نقل الصمام الثنائي الباعث للضوء "ليد" لإصلاحه وإضاءته من خلال الروبوت.